Thursday, February 1, 2024 أخر تحديث:
   
 
اطبع أرسل لصديقي
استخدم هذا النموذج لارسال هذا المقال لصديقك
Friend Email
Enter your message
حجم الخط
الاخبار الرئيسية > قالوا عن حمزة >
 
 
 
   
    شاركنا على تويتر  
 
 
 
 
  ممدوح حمزة.. اثبت الله معك وأيضا ثوار مصر

سليمان القلشي

 

هل انتهينا؟ هل ذهب الأمل بعيدا؟ هل دماء شهدائنا الزكية الطاهرة التى سالت على أرض مصر طوال أيام الثورة وما بعدها راحت هباء؟ هل الانبهار الذى أحدثته الثورة للعالم أجمع هو الآخر اختفى؟

 

إن ما نشاهده اليوم من هذه الروح غير الطيبة التى يتقابل بها ثوار مصر تجعلنا نشعر باليأس من المستقبل، تجعلنا نشعر أن الثورة المضادة وصلت إلى أهدافها المرجوة، فعندما نرى الفريق أحمد شفيق يصول ويجول فى مصر معلنا ترشحه للرئاسة متغنيا بأفضاله وأفكاره النيرة، فمن هنا نسأل وهل دماء الشهداء فى يناير 2011 لم يكن السيد شفيق مشرفا على إسالتها؟ ألم يقف فى مؤتمر صحفى ليعلن صراحة أن دماء هؤلاء فى رقبتى وسآخذ حقهم، أين حقهم أين ذهب وأين الآن الفريق شفيق؟ !

 

إنه يريد أن يجلس على الكرسى الذى جلس عليه صديقه حسنى مبارك، يريد أن يكمل لنا مسيرته المجيدة ومن الغريب والطريف أن يقف الرجل الآن وفى جولاته الانتخابية يحدثنا عن الثورة وأهدافها ويبهرنا بمقولة جديدة وهى أنه ينتقد الشباب لأنهم تركوا الميدان يوم 11 فبراير! لا أعرف تلك النصيحة، لماذا يقدمها شفيق الآن، لكن ما أعلمه جيدا أن الشباب إذا استمع لنصيحة شفيق ولم يترك الميدان، كان أول مطالبه هو أن يكون شفيق أول الداخلين لقاعة المحكمة ليحاكم عن أفعاله، وبخاصة أيام الثورة، وإننى أتساءل هل وجود الإخوان المسلمين الآن وهم يملكون الأغلبية فى مجلس الشعب هل يكون ذلك بداية للثورة أم نهاية لها؟ ما يحدث داخل قاعة المجلس من التيار الدينى يؤكد أن طريق الثورة طويل لأن نواب التيار الإسلامى يحملون على عاتقهم الآن ما كان يحمله رجال الحزب الوطنى المنحل، فهم يدافعون عن الداخلية وعن وزيرها، بل يؤكدون أن مهاجمة الداخلية هى مهاجمة مؤسسات الدولة التى لا بد من المحافظة عليها، كراسى مجلس الشعب جعلت الإخوان المسلمين يدافعون عن جلّاديهم السابقين، بل يصفون أشرف رجال مصر بأنهم بلطجية ويفعلون كل ما فى وسعهم كما كان يفعل أقرانهم من الوطنى المنحل، من أصوات عالية وضوضاء ضد كل من يقف ويتحدث خلافا لما يريدون، وها هو النائب المحترم محمد أبو حامد، يرى من أفعالهم الكثير داخل القاعة وخارجها، وعلى صفحات الفيسبوك يبذل ممثلوهم من الشباب الكثير من الهجوم الذى لا يمكن أن يتصف إلا بأنه خارج عن الآداب العامة .

 

وما يجعلنا اليوم نتساءل هو أن الثورة بدأت تبدو لنا مُتعبة تَشعر بالكآبة مما نراه اليوم من بداية تصفية رموز هذه الثورة، وخير مثال على ذلك المهندس الاستشارى والناشط الثورى ممدوح حمزة، الحقيقة من يتابع ممدوح حمزة بتاريخه الوطنى المحترم، وبخاصة فى أيام الثورة يعلم جيدا أننا أمام مثال محترم يجعلنا جميعا نشعر بالفخر والاعتزاز أن رجلا مثل حمزة بيننا اليوم، عندما كان هدير الأصوات يخرج من ميدان التحرير من الجموع الحاشدة كان السؤال الحائر: كيف يعيش هؤلاء فى هذا المكان؟ كيف يأكلون ويشربون وما حكاية دورات المياه، ماذا يفعلون؟

 

كانت إجابات كل تلك الأسئلة وحيدة، الإجابة «ممدوح حمزة»، فقد تكفل الرجل مع محبيه وأصدقائه بكل ذلك، فجلب الوجبات والبطاطين وأنشأ دورات المياه واستحضر الميكروفونات ووقف مع الجميع، رغم سنه، طوال أيام الثورة ضد الظلم والطغيان لنظام عاش ثلاثين عاما فسادا، والغريبة أن الرجل مهندس استشارى وأستاذ بالجامعة، واسم مرموق فى عالم الاستشارات الهندسية، ترك كل ذلك ووقف مع الشباب يشجعهم ويهتف معهم، بل إن الرجل تكفل بحصر 3 آلاف و500 حالة من المصابين، وأجرى لـ16 منهم عمليات جراحية هامة، بألمانيا والنمسا، والغريبة أنه كان يُسأل من أين لك هذا، فكان يرد أنها من أموالى الخاصة .

 

هذا الرجل المحترم الآن ومنذ أشهر يذهب كل يوم إلى النيابات العامة بعد بلاغات كاذبة من أتباع ورموز النظام السابق، يذهب كل يوم ليرد على اتهامات هى شرف له ولأى مصرى، مثل «هل شاركت فى مظاهرات؟ فيرد بكل قوة، نعم شاركت وأفتخر أننى شاركت، ويسألونه من أين مصادر أموالك؟ فيرد إنها من أموالى الخاصة ».

 

ومن الغريب أن يسأل ممدوح حمزة بأن مقدم البلاغات ضده يتهمه بإنفاق آلاف الجنيهات على المظاهرات والمعتصمين والمصابين وأهالى الشهداء فى مواجهة الدولة، حتى يكونوا ظهرا له لتحقيق أهداف شخصية وسياسية، ولقد أعجبنى الدكتور ممدوح حمزة عندما رد بكلمتين فقط على هذا الادعاء، قائلا «هذا كذب»، الغريبة أن الاتهام الموجه إليه شرف لأى مصر أن ينفق الآلاف من جيبه الخاص على المعتصمين والمصابين وأهالى الشهداء .

 

إن ما يحدث اليوم مع ممدوح حمزة ليس مقدمة لما سيحدث مع الثوار، بل إنه فعلا البداية لمحاولة إجهاض مجهود هؤلاء الأحرار، ونرى اليوم أن على الأحرار فى مصر أن ينتبهوا جيدا لذلك، وليقفوا وقفة قوية ضد هذا الاتجاه، لأن هناك من يقول بعد ذلك سوف تتم التصفية الجسدية لبعض رموز الثورة، ونقول للممدوح حمزة «اثبت إن الله معك، والأحرار فى مصر يعلمون جيدا ما قدمته لثورتهم المجيدة»، فالمجد للشهداء وليسقط القتلة !

 

———————

 

التحرير

 

25-2-2012

 

 
 
 
 
           
  الرئيسية | مشروع التغير | مراحل المواجهة | مشروعات تنموية | قالوا عن حمزة | صوت وصورة | المجلس الوطني المصري | المكتب الهندسي