Thursday, February 1, 2024 أخر تحديث:
   
 
اطبع أرسل لصديقي
استخدم هذا النموذج لارسال هذا المقال لصديقك
Friend Email
Enter your message
حجم الخط
27 يونيه 2006 - 24 يناير 2011 > مقالات >
 
 
 
   
    شاركنا على تويتر  
 
 
 
 
  عبد الناصر رائد التنمية بالقدرة الذاتية.. وأعارض بشدة من يهاجم سياسته التنموية

الكاتب الصحفى الأستاذ / مجدى الجلاد

 

رئيس تحرير جريدة المصرى اليوم

 

تحية وتقديراً،،،

 

نشرت جريدة المصرى اليوم بتاريخ 29 نوفمبر 2009 موضوعاً صحفياً للمحرر "عيد عبد الجواد " بعنوان " ممدوح حمزة: «عبد الناصر» أول من أسس عشوائيات القاهرة والقضاء عليها يحتاج إلى موازنة جميع الدول العربية ".. وهذا التصريح المنسوب لشخصى فيما يخص الزعيم الراحل جمال عبد الناصر وبالشكل المنشور به يوحى للقارئ بأننى ألصق بالرئيس عبد الناصر بداية تأسيس العشوائيات فى مصر، وهو أمر غير صحيح تماماً.. فأنا لم أصرح بهذا القول إطلاقاً، ولا أعتقد أن هناك إنسان يمتلك بعض الوعى والمعرفة يمكن أن يقول بذلك.

 

وحقيقة مادار بينى وبين المحرر من خلال مكالمته التليفونية معى – والتى تجاوزت الربع ساعة – يختلف كثيراً عما ورد فى الموضوع المنشور.. فقد تركزت المكالمة حول الإجابة على سؤالين هما: لماذا نمت العشوائيات وتوحشت ؟  وكيفية القضاء عليها ؟ ..ولكن المحرر أغفل نشر هذه الإجابات التى هى جوهر الموضوع، ونشر فقط بعض التفاصيل الهامشية التى مررنا عليها مرور الكرام، ولم يكن منها بالطبع ما يسئ لشخص أو السياسات التنموية للزعيم الراحل جمال عبد الناصر الذى تربيت وتعلمت فى عهده وأعارض بشدة من يهاجمه وأحزن لذلك كثيراً.   

 

فقد ذكرت للمحرر على هامش المكالمة أن تاريخ العشوائيات المعروف فى مصر يعود إلى الخمسينات وهناك قصة وهي "عندما أراد عبد الناصر أن يطور المنطقة المحيطة بالجامع الأزهر فأمر بنقل السكان الذين يقيمون فى "مساكن عشوائية" هناك إلى الجانب الآخر من الطريق بمنطقة جديدة سميت فيما بعد " منشية ناصر" والتى لم تكن بالطبع فى بداية نشأتها بهذا الشكل من التكدس السكانى والإمتدادات العشوائية ".

 

وتعلمون سيادتكم أن هناك فرق جذرى بين أن أذكر للمحرر تاريخ حدث معين يعرفه الكثيرون من الدارسين والمثقفين وبين أن أنسب للرئيس الراحل جمال عبد الناصر أنه مؤسس العشوائيات فى مصر.. كما أن كلمة " تأسيس" التى وردت بالموضوع المنشور التي تنم عن تخطيط لا تتفق مع كلمة " العشوائيات"  التى تنمو فى غفلة من الزمن.. فهذا خطأ لغوى وعلمى لا أقع فيه..كما أننى مقتنع بأن بداية التنمية الذاتية بمعناها الحقيقى إنما كانت فى عهد جمال عبد الناصر الذى تعلمت وأقرانى فى عهده –بالمجان- أرقى أنواع التعليم الذى لا يضاهيه جودة حالياً حتى التعليم الخاص .

 

فعبد الناصر هو من أنشأ "مدينة نصر" كتنمية حضرية "، وهو من أنشأ "مديرية التحرير" كتنمية ريفية.. فالتنمية فى عهدة كانت متوازنة تستهدف قدر الإمكان معظم المناطق الجغرافية بمصر وتستهدف كذلك معظم شرائح المجتمع .

 

وقد أكدت للمحرر أن العشوائيات قد استفحلت فى ثمانينات القرن الماضى بسبب النخطيط العمرانى القاصر الذى ركزت فيه الحكومة على التنمية العمرانية الحضرية أى بناء مدن، وأهملت فى ذات الوقت التنمية العمرانية الريفية أى بناء قرى.. وبسبب إهمال الريف هاجر سكانه إلى المدينة بحثاً عن فرص عمل وتعليم وعلاج وسكنى مناسبة لم تتوفر لهم فى الريف .. كل ذلك أدى إلى تفاقم الأزمة خاصة فى القاهرة الكبرى التى أصبح يعيش أكثر من ثلث سكانها فى المقابر والعشوائيات.

 

فعندما بدأت الحكومة فى التنمية العمرانية آنذاك كان 65% تعداد مصر ريفى و35% منه حضرى، ولكن نتيجة إهمال الريف والتركيز على الحضر أصبح يعيش فى الحضر الآن حوالى 45% فى الوقت الذى تقلص فيه سكان الريف إلى 55% من جملة تعداد سكان مصر.

 

فبسبب التخطيط العمرانى غير الواعي انتقل الريف إلى الحضر واستوطن مناطق عشوائية تعملقت فى غيبة وإهمال من الحكومات المتعاقبة  وأصبحت على ماهى عليه الآن بمش كلاتها الإقتصادية والإجتماعية والأمنية التى أصبحت سرطان يمزق نسيج المجتمع المصري.. حيث يوجد فى القاهرة الكبرى حالياً أكثر من 6.5 مليون مواطن يسكنون المقابر والمناطق العشوائية .

 

فنسبة سكان العشوائيات بمصر تصل إلى 37 %‏ من سكان المناطق الحضرية.. وهناك ‏81 %‏ من سكان العشوائيات يعملون بالقطاع غير الرسمي وفى أنشطة مخالفة للقانون فى كثير من جوانبها، كما أن نسبة  20 %‏ من رجال العشوائيات عاطلون، ونسبة ‏38 %‏ من أسرها دخلهم أقل من ‏200‏ جنيه شهريًا.

 

وفى إجابتى على الأسئلة عارضت كلمة " القضاء "على العشوائيات التى طرحها المحرر لأن ذلك يتطلب ميزانيات ضخمة جداً، ولكن طالبت بضرورة تطويرها، وألا يتم نقل السكان بالكامل إلا من المناطق التى يستحيل تطويرها.. على أن يرتكز هذا التطوير على تقليل الكثافة السكانية قدر الإمكان وخلق تحفييز دائم للسكان لمغادرة العشوائيات وإقناعهم من خلال أخصائيين أجتماعيين ونفسيين واقتصاديين بجدوى ومميزات الانتقال للأماكن الجديدة، وهذا يتيح فتح طرق ومحاور وعمل فراغات تخطيطية وميادين للمناطق العشوائية القائمة مع تحسين خدماتها المختلفة وزيادة فرص العمل لسكانها فى إطار عملية تنموية متكاملة.

 

ولابد أن يتم هذا التطوير باستخدام المسح الكامل للمناطق العشوائية واتخاذ ذلك كقاعدة بيانات يتم تطويرها تباعاً وتصنف العشوائيات من خلالها حسب درجة خطورتها والمستوى العمرانى والاجتماعى والاقتصادى فيها، ويتم تحديد الأولويات التى يمكن البدء فيها فوراً طبقاً لتلك المعايير .

 

إيماناً منى بسعى المصرى اليوم دائماً لتحرى الحقائق أرجو منكم التكرم بنشر هذه التوضيحات فى المكان اللائق وبذات الأهمية الصحفية.

 

مع الشكر والتقدير،،،

 

د.ممدوح حمزة

 
 
 
 
           
  الرئيسية | مشروع التغير | مراحل المواجهة | مشروعات تنموية | قالوا عن حمزة | صوت وصورة | المجلس الوطني المصري | المكتب الهندسي