Thursday, February 1, 2024 أخر تحديث:
   
 
اطبع أرسل لصديقي
استخدم هذا النموذج لارسال هذا المقال لصديقك
Friend Email
Enter your message
حجم الخط
الاخبار الرئيسية > قالوا عن حمزة >
 
 
 
   
    شاركنا على تويتر  
 
 
 
 
  ممدوح حمزة.. جيفارا المصري

ممدوح حمزة.. جيفارا المصري

نصر القفاص

 

سمعت لأول مرة اسم الدكتور «ممدوح حمزة» في الجزائر.. كل من عرفه كان يحدثني عنه بفخر واعتزاز يسبقهما التقدير.. فتشت باحثا عن تاريخ هذا الرجل.. لم أجد الكثير.. إلي أن فوجئت باسمه طاغيا في جميع وسائل الإعلام.. كانت معركته الشهيرة مع الفساد.. لم يستسلم يوما في أي ميدان قتال.. لذلك حاول «محمد إبراهيم سليمان» الوزير العاشق للمال الذي تمت فبركته في عصر «الملاك أبو جناحين».. وتمكن مع بعض أفراد العصابة برعاية «المخلوع» وأبو الفساد في العصر الحديث، من تلفيق قضية وهمية له.. وبما أنهم كانوا يملكون عقليات شيطانية، فقد جعلوا المؤامرة تأخذ شكل العولمة.. أي أنها امتدت إلي حيث عاش ودرس وتألق ولمع الدكتور «ممدوح حمزة».. أقصد بريطانيا.. عاش الرجل أياما وشهورا حالكة السواد.. لكنه كمقاتل تمكن من الخروج منتصرا.. فهو مقاتل عن نفسه وعن فكره وعن مجتمعه.. بل عن وطنه الذي يتجاوز حدود مصر ليشمل حدود العالم العربي .

 

«ممدوح حمزة» واحد من أبرز شباب ثورة 25 يناير.. فهو كسر عتبة الستينيات من عمره، لكنه مازال يمارس حياته كما كان يفعل في مطلع العشرينيات.. لم تغادر عقله ولا روحه أيامه الخوالي.. فهو كان جزءا من ثورة الشباب عام 1968 – رافضا للنكسة – بل كان قائدا مرموقا يشار إليه بالبنان كرئيس لاتحاد طلاب كلية الهندسة.. وبما أنه ثائر، فقد كان غريبا أن يثور علي عباءة الثورة العربية ورمزها «جمال عبد الناصر».. لكن «ممدوح حمزة» لم تكن ثورته ضد شخص الزعيم.. بل كانت ثورته ضد الهزيمة والانكسار.. هكذا عبر عن تلك الافكار، يوم أن التقي «محمد انور السادات» رئيس مجلس الأمة المصري قبل أن يصبح رئيسا وزعيما كبيرا.. قال ما أراد.. وانصرف مقاتلا في ميدان العلم.. حصد أكثر من شهادة ماجستير، ثم كانت الدكتوراه.. ولأنه مواطن تعيش فيه مصر، فلم تغادره حتي في سنوات الغربة ببريطانيا.. وبعدها كان يسافر ليعود.. في الجزائر حفر اسمه علي أهم مشروعاتها.. وفي الأردن مكتوب اسمه علي علامة واضحة.. فضلا عن العديد من دول آسيا وأفريقيا.. أما في مصر فسيبقي اسم الدكتور «ممدوح حمزة» مقترنا باسم مكتبة الإسكندرية.. والمثير أنهم حرموه من التكريم يوم انتهاء إنجازه.. والأكثر إثارة أن من سرقت هذا الإنجاز معنويا وماديا، قدمت عليه من حصد مئات الملايين من الدولارات بعد أن نصبته حاكما لتلك المكتبة !

 

«ممدوح حمزة» أخذ من بريطانيا أهم خصائصها المناخية.. فإذا تكلم ستجد ضمن كلماته ربيعا وشتاء.. صيفا وخريفا.. هكذا مواقفه دائما.. فهو لا يعرف غير الانحياز للحق والحقيقة.. يمكن أن يكون معك وضدك في الوقت ذاته.. فهو معك إن كنت علي صواب، وضدك إن اقتربت من الخطأ.. لذلك لا يفهمه أصحاب المواقف القبلية أو الأيديولوجية.. لا تندهش إن دافع عنك صباحا.. ويجب ألا تأخذك المفاجأة لو هاجمك مساء.. هنا لا تراجعه, بل عليك مراجعة نفسك وما فعلت .

 

الدكتور «ممدوح حمزة» تعلم كيف يكسب المال الوفير.. وتعلم كيف ينفقه بسرعة.. فهو ابن دمياط وعنوان لها.. ربما هذا يجعلك تتذكر أن تلك المحافظة أنجبت «حسب الله الكفراوي» و«رفعت المحجوب» و«عبد الرءوف الريدي» و«رفعت الفناجيلي» و«علي حمدي الجمال» وغيرهم من المشاهير في جميع الميادين.. المهم أنهم جميعا يمارسون الإخلاص كهواية.. ويعلنون المواقف الحادة والصارمة ببراعة لمن يحاول أن يفهمهم.. لذلك لا يمكن أن يكون الدكتور «ممدوح حمزة» مثيرا لأي جدل، إذا كنت تعرفه أو حاولت أن تتعرف عليه.. لكنهم يتحدثون عنه كمثير للجدل، إن شاءوا خلط الأوراق او دغدغة المشاعر أو التجارة بالمواقف .

 

الدكتور «ممدوح حمزة» تحفظ وقع أقدامه كل مربعات ميدان التحرير والمناطق المحيطة به.. تحفظ ذاكرة الثوار كل مواقفه النبيلة – السري منها أكثر من العلني – ويتآمر عليه كل الذين يمارسون السياسة كتجارة!. وهو في جسارته لا يجد في نفسه غير مواطن مصري طبيعي.. لذلك يمكنك القول عنه إنه لون الوطن الذي نحلم به.. وهو عنوان الوطن الذي نقاتل لأجل السكني فيه.. وهو لا يشغل نفسه بما يحصل عليه من إشادات أو تقدير.. لكنه مشغول دائما بما يعطيه من مال أو مواقف للقضايا الوطنية الواضحة بالضرورة .

 

الدكتور «ممدوح حمزة» الثائر منذ شب عن الطوق.. يملك عقل عالم وقلب طفل صغير.. وهو أب لآلاف الشباب، رغم أنه لا يحمل اسمه غير شاب وفتاة فقط.. عاش في الزمالك وعينه في إمبابة وقلبه ينبض في بولاق دون أن ينسي الحياة وسط العشوائيات معظم الوقت.. وبما أنه اختار طريق الهندسة والعمل مع التربة.. فهذا يعكس جزءا من شخصيته.. فالتربة المصرية التي أنبتته، أعطته منها الرغبة الجارفة في عقد المقارنة بينها وبين التربة علي وجه الكرة الأرضية.. يدرس طبيعة الأرض ويبني عليها في كل مكان.. فإذا به يعود عاشقا للتربة المصرية.. هو حفيد البناءين العظام الذين شيدوا الأهرام ويشهد عليهم التاريخ في تل العمارنة وبني حسن وصولا إلي الدير البحري ووادي الملوك والملكات في أقصي جنوب مصر.. وإن كان الزمن قد اضطهده وتآمر عليه، كما اضطهد وتآمر علي كل أبناء جيله.. فقد عاش «ممدوح حمزة» ليرفع رايات البناء علي أرض اجتهد «المخلوع» ورموز نظامه من أجل تبويرها.. ولعلك تلمس صفاته في صوته العالي.. ومنطقه الرصين.. وطريقة أدائه الشبابية مع جسارته في التحدي.. فهو يعيش في بيت من حجارة، لذلك يسمح لنفسه بأن يلقي كل أصحاب البيوت الزجاجية بالطوب.. هذا إنسان مصري بالمعني الحقيقي للكلمة.. وهو ثائر كمرادف لمعني كلمة الثورة.. وهو عالم ينحني له العلماء تقديرا.. ومخلص ينافس كلمة الإخلاص في معناها

 

———————-

 

روزاليوسف اليومية

 

25 – 01 – 2012

 

 
 
 
 
           
  الرئيسية | مشروع التغير | مراحل المواجهة | مشروعات تنموية | قالوا عن حمزة | صوت وصورة | المجلس الوطني المصري | المكتب الهندسي