Thursday, February 1, 2024 أخر تحديث:
   
 
اطبع أرسل لصديقي
استخدم هذا النموذج لارسال هذا المقال لصديقك
Friend Email
Enter your message
حجم الخط
قالوا عن حمزة >
 
 
 
   
    شاركنا على تويتر  
 
 
 
 
  جنّدوا ممدوح حمزة

جنّدوا ممدوح حمزة

بقلم سليمان جودة

 

فى لقاء أذيع على قناة «دريم»، مع اللواء منصور عيسوى، وزير الداخلية، سألته عما إذا كان فى خطته، باعتباره المسؤول الأول عن أمن البلد، أن يشرك المواطن معه فى تحقيق الأمن على الصورة التى تجرى فى الخارج، خصوصاً فى الولايات المتحدة، فقال الوزير يومها، إن ذلك يشغله فعلاً، وإنه يسعى إليه!

 

وكنت قد قلت مراراً، إنهم فى مدينة مثل نيويورك – مثلاً – لما لاحظوا أن معدل الجريمة يتراجع، يوماً بعد يوم، درسوا الأمر، فاكتشفوا أن السبب راجع فى أساسه إلى أن كل مواطن هناك يعمل مع الأجهزة المختصة بأمن بلده بشكل عام، ومدينته بشكل خاص، باعتباره، أى كل مواطن، فرد أمن فى مكانه، وهو يمارس هذا الدور تطوعاً بالطبع، وليس عن تكليف من أحد، وفى يده أداتان يمارس بهما الدور: أولاهما عيناه، وثانيتهما موبايله الخاص!

 

والمعنى أن مواطناً هناك إذا وقعت عيناه على أى شىء يراه تجاوزاً للقانون، فإنه تلقائياً يتصل برقم «١١-٩» وهو كما ترى، يرمز إلى يوم ١١ من شهر سبتمبر الذى يمثل الشهر التاسع من العام، الذى كان قد شهد أحداث سبتمبر الشهيرة عام ٢٠٠١، التى روعت الولايات المتحدة فى حينها، ولا تزال!

 

وكما ترى أيضاً، فإن اليوم الذى كان سبباً فى فزع لهم، قريب من فزع يوم القيامة، قد جعلوه رقماً يتحقق به الأمن، بمشاركة من المواطن ذاته، وما يكاد أى مواطن يرى شيئاً مخالفاً، ثم يبلغ عنه حتى يكون البوليس فى المكان فى غمضة عين، ولذلك فإن الذين يسيرون على الطريق هناك، أو فى الشارع عموماً، يتجنبون تماماً ارتكاب أى مخالفة، ليس لأنهم يشعرون بأن البوليس قد يكون يراهم من مكان ما.. ولكن لأنهم يعرفون أن أى مواطن فى المكان، هو رجل بوليس بشكل غير مباشر، وبالتالى، فالحرص على الانضباط قائم دائماً.. إلا فى القليل النادر، وفى هذا القليل النادر، يظل المواطن العادى، ومن ورائه البوليس بالمرصاد لأى مخالف!

 

كتبت هذا كثيراً، وحين فاتحت اللواء عيسوى فيه، من خلال برنامج «ضوء أحمر» على القناة قبل شهرين تقريباً، فإنه قال – ما معناه – أن كثيرين بالفعل تحدثوا معه فى هذه المسألة، وكان أبرزهم الدكتور ممدوح حمزة، الذى يبدو أنه تابع الفكرة فى الخارج، وتحمس لها، ثم نقلها إلى الوزير!

 

والسؤال هو: متى سوف نطبق فكرة من هذا النوع، إذا لم نطبقها الآن، فى ظل شكوانا جميعاً، من أن الأمن ليس على مستواه الذى نرجوه؟!.. هل ننتظر – مثلاً – حتى يستقر الأمن، تماماً، ثم نطبقها؟!

 

الأمن، فى هذا العصر، لم يعد كما كان زمان، فى صورته التقليدية، وإنما هو أمن عصرى، إذا صح التعبير، بمعنى أنه طريقة محددة فى الممارسة، ومنهج معين فى العمل، ومعلومات متاحة يعرف جهاز الأمن كيف يطوعها ويستغلها لتحقيق أعلى درجات الاستقرار الأمنى الممكنة.. وكما قلت من قبل، وأكرر، فإن الحكاية ليست فقط فى أن يتصل شخص للإبلاغ عن تجاوز لحدود القانون، فى أى مكان، وإنما الحكاية هى أن يجد المتصل، شخصاً يرد عليه، ثم ينتقل إلى مكان المخالفة، بسرعة، مع التأكيد على تطبيق عقوبة البلاغ الكيدى أو الكاذب بحزم، على كل من يبلغ عن شىء وهمى، لأن أمن البلد لا يحتمل مثل هذا الهزار السخيف!

 

جنّدوا ممدوح حمزة لتطبيق الفكرة، خصوصاً أن هذا هو وقتها تماماً!

 

——————

 

المصري اليوم

 

24/5/2011

 
 
 
 
           
  الرئيسية | مشروع التغير | مراحل المواجهة | مشروعات تنموية | قالوا عن حمزة | صوت وصورة | المجلس الوطني المصري | المكتب الهندسي