Thursday, February 1, 2024 أخر تحديث:
   
 
اطبع أرسل لصديقي
استخدم هذا النموذج لارسال هذا المقال لصديقك
Friend Email
Enter your message
حجم الخط
2000 - يونية 2004 > مقالات >
 
 
 
   
    شاركنا على تويتر  
 
 
 
 
  الكارثة عمل انتحارى أم ذكاء شيطاني ؟

الكارثة عمل انتحارى أم ذكاء شيطاني ؟

د. ممدوح حمزة – المهندس الاستشارى والأستاذ بجامعة قناة السويس

في خضم التحقيقات الأمريكية الواسعة والسريعة لإيجاد إجابات شافية يقتنع بها الرأي العام الأمريكي الجريح حول ملابسات وأسباب الهجوم بالطائرات المدنية على رموز القوة الأمريكية في 11 سبتمبر الجاري.. في ظل هذه الهرولة التي تدفعها بقوة أجهزة الإعلام الأمريكي الموجهة بجماعات الضغط واللوبي الصهيوني جاء صوت الحكمة والتعقل على لسان الرئيس مبارك كالعادة لينصح الصديق الأمريكي بالتريث وعدم التسرع فى إلصاق التهم جزافاً بجماعات وجهات بعينها، وانتظار ما تسفر عنه نتائج التحقيقات العادلة بشأن هذه الكارثة الإنسانية.

وإذا كانت تصريحات السيد الرئيس لوسائل الإعلام الأمريكية تدل على الرؤية الصائبة واستشراف الواقع والمستقبل، وتؤكد كذلك على أن مصر إن لم تكن أغنى أو أقوى دولة فى العالم فهى بلا شك دولة تمتلك من العراقة والحكمة والتعقل ومعايشة التاريخ والأحداث ما يمكنها من الحكم الواقعي والمنطقي على الأشياء والمواقف الدقيقة.

إن تصريحات وزير العدل والمتحدث الرسمى لوزارة العدل ووزير الدفاع والرئيس الأمريكى وبعض أعضاء مجلس النواب والشيوخ الأمريكى تتناقض تماماً فى هذا الصدد مما يؤكد إفتراضيتها وجاءت معظمها لتهدئة وطمئنة الشعب الأمريكى ومحاولة لحفظ ماء الوجه للقوة الأمريكية ولأجهزة الأمن الأمريكية الموتورة.. ففى رحلات الطيران الداخلية فى الولايات المتحدة الأمريكية يتم حجز تذاكر الطيران دون إجراءات إثبات للشخصية أو الهوية أو غيرها من أوراق وإجراءات الرحلات الدولية، وما يؤكد ذلك أنه لم يتم حتى الآن إعلان واضح وصريح بأسماء ركاب هذه الرحلات.

التصريحات التي أدلى بها الرئيس مبارك لشبكتى NBC-CNN ووكالة “يونيتد برس” تؤكد استحالة قيام متدربين أو طيارين هواة  بتنفيذ هذه العملية الدقيقة خاصة في مهاجمة البنتاجون، كما أن أحد مديرى معاهد الطيران الأمريكية صرح لشبكة C.N.N الأمريكية بأنه لا يمكن لمتدربى هذه المدارس تنفيذ مثل هذه العمليات الدقيقة، وليس من المستغرب في ذات الوقت أن يقوم أبناء أي جالية أو جنسية بالتدرب علي الطيران في الولايات المتحدة هذا البلد المفتوح مثلما يتدرب هؤلاء الوافدون والمقيمون علي الكومبيوتر والإنترنت وغيرها من المجالات العلمية المتقدمة التي يتفاخر هؤلاء بأنهم تعلمونها في أمريكا عند العودة إلي بلدانهم. وليس من المنطقي أن يدلي شخص باسمه وبياناته وهو مقدم علي عملية انتحارية، كما أنه ليس من المعقول أن يصطحب هذا الشخص (المنتحر) شقيقه أو أحد أفراد أسرته وهو ما زعمته وسائل الإعلام والاستخبارات الأمريكية من قيام أحد الانتحاريين باصطحاب أخيه معه علي نفس الرحلة المختطفة.

هذه الجريمة المنظمة ووجود إحتمالات قوية على تنفيذها بدون جماعات إنتحارية يستوجب التفكير الجاد فى مدى تنفيذها بواسطة وسائل وقدرات تكنولوجية عالية المستوى لا يمكن أن تتاح للجماعات التى أشارت إليها (على غير دليل) أجهزة الاستخبارات الأمريكية وإنما يمكن إمتلاكها بواسطة العديد من الجهات والجماعات والأفراد داخل الولايات المتحدة الأمريكية نفسها.

ونعنى بذلك أنه لا بد من دراسة احتمالات عديدة لهذه الجريمة ومنها دراسة مدي إمكانية التدخل التكنولوجي لإلغاء أو أبطال أو العبث ببرامج تشغيل هذه الطائرات أو التحكم فيها إلكترونياً من خلال  برمجة أجهزة السيطرة والتحكم الإلكتروني للطائرة أو عن طريق تلقي أوامر عن بعد من أجهزة اللاسلكي والكمبيوتر والأقمار الصناعية وهو أمر إن لم يكن يلح بقوة فإنه أمر يقفز بشدة إلى ساحة الأحداث ويحتل مكانة تستوجب التفكير فى منطقيته وحدوثه للعديد من الأسباب إن كنا قد أشرنا إلي بعض منها ضمنا فى تفنيدنا  لاستحالة تنفيذ مثل هذه العملية انتحارياً فان هناك أسباباً أخرى ودلائل تشير إلى حدوث هذه العمليات من خلال استخدام تقنيات متطورة وتحكم غير مباشر ومن ذلك:

تمت عملية اختطاف وإقلاع الطائرات صباحاً فى توقيت واحد رغم تعدد أماكن وجودها واختلاف رحلاتها واختلاف شركات الطيران التابعة لها بعد أن مكثت هذه الطائرات طوال الليل قابعة في حظائرها في أماكن متفرقة من الولايات المتحدة مما يتيح الوقت الكافى للتدخل للعبث ببرامج تشغيلها وزرع أجهزة تحكم وسيطرة يتم تشغيلها فى وقت محدد، مما يؤكد أنه اختطاف وتحكم إلكترونى أكثر منه عملاً انتحارياً.

نجاح العديد من الجماعات والأفراد والهواة من قبل فى القيام بعمليات قرصنة إلكترونية على شبكات الكمبيوتر والإنترنت الخاصة بالبنوك والبورصات وشركات التأمين والطيران والبنتاجون وبعض الوزارات والهيئات الحيوية فى الولايات المتحدة الأمريكية، وكذلك تمكن العديد من الجهات والأفراد من اختراق المواقع الإلكترونية وبرامج التشغيل وزرع الفيروسات الإلكترونية على شبكة الإنترنت وأجهزة الكمبيوتر الخاصة بالوزارات والهيئات المختلفة فى أوربا وأمريكا واليابان وغيرها من دول العالم.

إن أنواع الطائرات “البوينج” المستخدمة في تفجير مركز التجارة العالمى ومبنى وزارة الدفاع الأمريكية تعد من أحدث طائرات البوينج (757-767) ذات التقنية العالية والزخم الإلكترونى فى برامج التشغيل والتحكم، مما يؤكد استعدادها وتهيئها لقبول التحكم والتداخل الإلكترونى الخارجي الذى يفوق سيطرة التشغيل اليدوي حسبما أكده خبراء الطيران والإلكترونيات، وقد تم برمجة أو زرع أجهزة تحكم إلكتروني وبالتالي عزل التحكم اليدوي في وقت محدد والتشغيل عن طريق أجهزة كومبيوتر ودوائر إلكترونية من خارج هذه الطائرات، وهو ما يفسر دقة إصابة الهدف والمناورة الفائقة لهذه العمليات، إذ أنه لا يعقل أن يقوم طيار عادي أو شخص قليل الخبرة في الطيران بهذه العمليات الدقيقة باستخدام طائرات عملاقة تستخدم في الأعمال التجارية.

هناك العديد من تقنيات وبرامج تشغيل الطائرات بدون طيارين في العالم وهو أمر ليس بمستحدث في مجال الفضاء والطيران، فإذا كانت سفن ومركبات وصواريخ الفضاء يتم التحكم فيها إلكترونياً عند إرسالها إلى الفضاء الخارجى وإعادتها مرة أخرى إلى الأرض، وكذلك الأمر بالنسبة للطائرات الحربية وطائرات التجسس التى يتم تشغيل بعض أنواعها بدون طيار، فإنه ليس من المستبعد أن يكون قد تم تطبيق مثل هذه التقنيات للتحكم عن بعد فى طائرات مدنية وإسقاطها فوق المنشآت الحيوية ورموز القوة الاقتصادية والعسكرية للولايات المتحدة الأمريكية فى 11 سبتمبر الجاري، وهو فرض يستوجب البحث والتحليل ووضعه ضمن الأحداث والملابسات التى  أدت إلى كارثة الثلاثاء الحزين.

أن ما يؤكد أهمية مناقشة احتمال تنفيذ هذه العمليات الإرهابية المدمرة عن طريق استخدام التحكم التقنى والتكنولوجي المتقدم هو وجود العديد من حوادث الطائرات التى تقترب من هذا السيناريو وتم فيها افتراض التحكم والتداخل والتشويش الإلكتروني وعزل التحكم اليدوي، ومن هذه الحوادث سقوط الطائرة المصرية فى خريف 1999 الرحلة 990، حيث أكدت العديد من الآراء والتحليلات أن هذه الطائرة قد تحطمت قبالة السواحل الأمريكية بسبب التداخل الإلكترونى المتعمد الذي لم يستطع معه قائدو الطائرة التحكم فيها يدوياً، وهو ما رصدته أجهزة الرادار والملاحة الأمريكية وكذلك تسجيلات الصندوق الأسود الخاص بالأحاديث التى جرت فى كابينة قيادة الطائرة المصرية قبل وقوعها فى المحيط الأطلنطى، وهو نفس الأمر الذى تعرضت له طائرة T.W.A التي سقطت قبل الطائرة المصرية ببضعة شهور بنفس الملابسات والسيناريو وفي نفس المكان، وهما من نفس طراز الطائرات (بوينج 767 – 757) التي استخدمت في ضرب البنتاجـون ومركز التجارة العـالمى.

كما أن تسجيلات الصندوق الأسود للطائرة التي سقطت فوق ولاية بن سلفانيا لم تشر من قريب أو بعيد لإمكانية حدوث عمل انتحارى علي الطائرة، مما دفع المسؤولين الأمريكان بالقول بتلف هذا الصندوق! وكذلك تضارب الاتهامات وتناقضها وعدم تركيزها في حوارات وتصريحات المسؤولين الأمريكان حول هذه الجريمة، ومن ذلك حوار وزير الخارجية الأمريكي( كولن باول) لشبكة C.N.N الأمريكية يوم الأحد الماضي الذي وزع فيه الاتهامات علي الجميع مما يؤكد عدم وجود أدلة واضحة علي وجود انتحاريين، مما يستوجب معه طرح سيناريوهات أخري للمناقشة أقربها  احتمالاً سيناريو استخدام التكنولوجيا المتقدمة بواسطة العقل البشري لتنفيذ هذه المهمة الشيطانية.

نشرت بجريدة الأهرام بتاريخ21/9/2001

 
 
 
 
           
  الرئيسية | مشروع التغير | مراحل المواجهة | مشروعات تنموية | قالوا عن حمزة | صوت وصورة | المجلس الوطني المصري | المكتب الهندسي