حمزة: تعمير الصحراء الغربية..حلم به فؤاد الأول وبدأه ناصر ومازال الحلم مستمرا” title=”د. ممدوح حمزة: تعمير الصحراء الغربية..حلم به فؤاد الأول وبدأه ناصر ومازال الحلم مستمرا” width=”300″ height=”220″ class=”alignleft size-full wp-image-159″ />لاحظت مؤخرا قيام بعض الشخصيات التي أحترمها وأعزها كثيرا، بالترويج لمعلومات وبيانات حول اكتشافات جديدة للمياه الجوفية في الصحراء الغربية، كما لو كانت هذه الاكتشافات حديثة أو انها إنجاز علمي لم يسبق التطرق له.

ما أود التعليق عليه؛ هو أن هذه الاكتشافات عن أماكن المياه الجوفية في الصحراء الغربية هي معروفة ومكتشفة منذ بداية القرن الماضي، وتم توثيقها ورصدها في كتاب “جغرافية مصر” للعالم البريطاني “جون بول” في مطلع الثلاثينات من نفس القرن. الأمر الذي دفع الملك فؤاد الأول لإصدار مرسوم ملكي بإنشاء “معهد بحوث الصحراء”.

لهذا؛ أرجو من الزملاء الأعزاء، تحري الدقة وعدم التلاعب بآمال وطموحات المصريين وأن يسموا الأسماء بأسمائها، فالمعلومة القديمة ليست اكتشافا، والأسماء الاعلامية الرنانة لاكتشافات معروفة سلفا مثل(اكتشاف نهر جوفي، اكتشاف الحجر الرملي النوبي، اكتشاف مياه جوفيه بين مصر وليبيا) امر يجعلنا أشبه بمن يخترع العجلة مرة أخرى، وهذا لا يليق بعلماء أجلاء.

من يريد الحديث عن مشروعات انتاجية بالصحراء الغربية فهناك ما يكفي من معلومات لبدء التنفيذ فورا لزراعة 550 الف فدان باستخدام المياه الجوفيه بخلاف بحيرة ناصر وبخلاف توشكى، ، فهناك مشروع متكامل قمت بإعداده وتقدمت به إلى الحكومة المصرية مرتين في ابريل وسبتمبر 2009 كخطة متكاملة للتنفيذ كانت تشمل الدراسات السابقة والحالية ، موضح بها خرائط للأراضي التي تصلح للزراعة، وكذلك بها خرائط للأماكن التي يوجد بها المياة الجوفية، للانطلاق إلى إنشاء مزارع جماعية تعاونية.

هذا وقد اعدت الكرة مرة أخرى بعد ثورة 25 يناير وتقدمت بالدراسة إلى المجلس العسكري ووزارة الزراعة..اشترك معي في هذه الدراسة 26 عالم وباحث وخبير من ضمنهم الاستاذ الدكتور مغاوري شحاته، الحاصل على دكتوراة في المياه الجوفيه في آواخر السبعينيات.

وجدير بذكره أن أول من فكر في مشروع زراعة الصحراء الغربية كان الزعيم الراحل جمال عبد الناصر في الخمسينيات بتكلفة 6 مليون جنيه في هذا الوقت، وأشرف عليه السيد زكريا محي الدين، وكان أول من نفذ أول بئر في مشروع الوادي الجديد المهندس الجليل حسين إدريس ..متعه الله بالصحة والعافية.

د. ممدوح حمزة

24-10-2011