Monday, March 11, 2024 أخر تحديث:
   
 
اطبع أرسل لصديقي
استخدم هذا النموذج لارسال هذا المقال لصديقك
Friend Email
Enter your message
حجم الخط
المركز الاعلامى >
 
 
 
   
    شاركنا على تويتر  
 
 
 
 
  د. ممدوح حمزة: محاولات اغتصاب الحرية..وعودة الروح

د. ممدوح حمزة: محاولات اغتصاب الحرية..وعودة الروحأرى محاولات حثيثة لاغتصاب الحرية من المصريين الذين ثاروا في 25 يناير، وألهموا العالم بقدراتهم المدهشة على استرداد كرامتهم، ومطالباتهم بحقوقهم(عيش-كرامة-عدالة اجتماعية) بتحضر وحب كانا مصدر إنبهار كثير من شعوب العالم.

يسعى المجلس العسكري لسرقة تلك المكاسب المعنوية العظيمة التي استحقها المصريون بجدارة- من خلال إلقاء القبض على بعض النشطاء، وتقديمهم للمحاكمات العسكرية، مخالفين بذلك عهدهم الذي وعد به كبيرهم “المشير طنطاوي” جموع المصريين؛ بأنه لن يقدم للمحاكم العسكرية سوى البلطجية ومن اعتدى على الناس وقام بتخويفهم.

ولعل آخر هؤلاء النشطاء المدون والناشط السياسي علاء عبد الفتاح، وللعلم كان علاء يهاجمني بشدة من خلال كتاباته، فما يعنيني الآن هو تلك المحاولات المستميتة لاغتصاب الحرية من أيدي المصريين.

لكن..رغم ذلك، فكانت السعادة تغمرني حينما شاركت المطالبين بالحرية لعلاء عبد الفتاح وزملائه من قدموا إلى المحاكمات العسكرية يوم الأثنين 31-10-2011 في مسيرتهم من ميدان طلعت حرب إلى سجن الاستئناف عند باب الخلق، كان مصدر السعادة هم هؤلاء الشباب والفتيات والرجال والنساء من فئات مختلفة من الشعب كلهم حماسة ووطنية يهتفون بأعلى الصوت مطالبين بالحرية لزملائهم.

رأيت خالد السيد يقفز مرة أخرى على الأكتاف ليقود الهتافات، مثلما كان يفعل في أولى أيام الثورة، ورأيت كمال خليل بشعره الأبيض ينفض عن نفسه 30 سنة استبداد ويهتف “فشر” محمد عواد. لقد انتعشت ودبت الطمأنينة في قلبي للمرة الثانية خلال أسبوع واحد، كانت المرة الأولى حينما رأيت غضب المصريين حينما أصابهم الشك في إحتمال أن تكون وفاة “عصام عطا” في سجن طرة كانت نتيجة التعذيب، أيقنت وقتها ان الثورة بخير والحمد لله، و أن أفضل ما في الثورة من وجهة نظري هو انتفاضة المواطن المصري وثورته على ذاته مطالبا بحقوقه غير مفرط فيها.

تذكرت وقتها الفلاح الفصيح، الذي لم يسكت على حقه منذ 4000 عام، وطالب به وأصر في الطلب في أول ثورة للعدالة الاجتماعية في التاريخ، والتي طالب فيها ابن الحاكم بأن يرد له حمولة حماره التي استولى عليها غصبا وعدوانا.

يتعامل المجلس العسكري مع المصريين بأسلوب الحرب، فهذا ما يتقنه، فالحرب فيها الكر والفر، وأخذ ساتر، والحرب النفسية، وإسكات مصادر النيران، ولقد بدأ المجلس بالفر وأخذ ساتر(الإسلام السياسي كان الساتر) وهو الطعم الذي ابتلعه هذا التيار للأسف، حيث تصوروا بالخطأ انهم حلفاء المجلس، والحقيقة كانت غير ذلك.

ثم بدأت الحرب النفسية بكلمات منمقة وتعظيم سلام للشهداء أمام كاميرات التلفزيون، بينما يتم إهانة الثوار في غرف التحقيقات المغلقة، وتأكيدهم بأن مصر لم تقم  بها ثورة وأن الوضع كما هو عليه، يخرجون أما شاشات الفضائيات يؤكدون بان ثورتنا شرعية ثم يمارسون التعسف والظلم مع الشباب الذي صدق عبارة ” إرفع راسك فوق انت مصري”.

لم يكتف المجلس العسكري بذلك ولكنه قام بتدجين النخب وإسكاتهم بمهدئات واستجابت النخب للعبة. تلى ذلك قيام المجلس بقيادة “قائد طابية” بشيطنة الثورة وإثارة الشكوك حول الثوار، واتهامهم بالعمالة وتلقي الأموال من الخارج، مثلما كان يفعل أنس الفقي تماما، وكأن شيئا لم يحدث.

ومن منطلق أن “الحرب خدعة” والتي يؤمن بها المجلس تماما، وبعد أن “اتغدوا بمبارك قبل أن يتعشى بهم” ..ظهرت خطة الحرب جلية؛ ووصلوا الآن إلى المرحلة الآنية وهي إسكات مصادر العدو” المدونون-شباب 6 ابريل-شباب الائتلافات الثورية-بعض النخب أمثال علاء الأسواني وحمدي قنديل” وطريقة الاسكات هي الاستدعاء أمام المحاكم العسكرية.

وفق هذا الوضع اقترح على شباب الثورة أن يحصلوا على دورات تدريبية للتعرف على أساليب الحرب النفسية وطرق مواجهاتها كطريقة للتعامل مع المجلس العسكري، كما سبق وأن تلقى شباب 6 إبريل تدريبا في صربيا لمواجهة نظام الرئيس غير الحسني وغير المبارك بطريقة سلمية.

شكرا لمن قابلتهم في مسيرة علاء عبد الفتاح والذي سرت معهم من طلعت حرب حتى سجن الاستئناف..فقد انتعشت صحيا وعادت لي الروح ورأيت الأمل قادم لامحالة!

 
 
 
 
           
  الرئيسية | مشروع التغير | مراحل المواجهة | مشروعات تنموية | قالوا عن حمزة | صوت وصورة | المجلس الوطني المصري | المكتب الهندسي