Thursday, February 1, 2024 أخر تحديث:
   
 
اطبع أرسل لصديقي
استخدم هذا النموذج لارسال هذا المقال لصديقك
Friend Email
Enter your message
حجم الخط
27 يونيه 2006 - 24 يناير 2011 >
 
 
 
   
    شاركنا على تويتر  
 
 
 
 
  إسرائيل وأمريكا نجحتا في حصار مصر مائيا

إسرائيل وأمريكا نجحتا في حصار مصر مائيا

محيط – علي عليوة

حذر السفير إبراهيم يسري مساعد وزير الخارجية السابق من خطورة قضية المياه باعتبارها قضية حياة أو موت بالنسبة لمصر معللا ذلك بأنه إذا شح الماء هلك الحرث والنسل وعم الخراب .

وأكد علي أنه لابد أن يكون المفاوض المصري مزودا بالقوة اللازمة لنجاح مفاوضاته مع دول منابع النيل حفاظا علي الحقوق المصرية في مياه النهر ولقمع المتآمرين علي مصالح مصر الحيوية  .

ولفت في الندوة التي عقدتها لجنة الحريات بنقابة الصحفيين في القاهرة أمس برئاسة الكاتب الصحفي محمد عبد القدوس حول (منابع النيل وأزمة المياه ) إلي خطورة تراجع الدور المصري في إفريقيا بعد أن كان لها دورا حيويا ومؤثرا في شئون القارة السوداء وكانت من الدول المؤسسة لمنظمة الوحدة الإفريقية ولكن الآن لم يعد لها أي دور أو أي اعتبار خاصة بعد توجه الخارجية المصرية للاهتمام بأوربا وإهمال إفريقيا التي يأتينا منها الماء  شريان الحياة .

وأكد علي أننا لنا حقا أصيلا في مياه النيل وفق اتفاقية عام 29 التي يقول البعض أنها غير ملزمة بحجة أنها تم توقيعها في عهد الاستعمار ومحكمة العدل الدولية تقول أنها سارية ولم تبد أي اعتراض علي حدود الدول رغم أنها تمت في عهد الاستعمار وكذلك اتفاقيات نهر النيل وحصص كل دولة من دول النهر .

وحذر من خطورة المحاولات المتواصلة من جانب إسرائيل وأمريكا للعب في منابع النيل وقد دعموا بناء أكثر من ستة سدود علي النيل لدول المنبع وتعاونت معهم الصين في بناء تلك السدود وهو ما يتطلب وقفة قوية تجاه الصين التي تتظاهر بأنها صديقة لنا .

وشدد علي أن القانون الدولي هو قانون القوة أكثر من كونه يعكس قوة القانون والمفاوض الدولي لابد ان تسانده قوة رادعة حتى يحصل علي حقوقه وهذا ما يجب أن يفعله المفاوض المصري في أي مفاوضات خاصة بمياه النيل مؤكدا علي انه بدون وجود قوة عسكرية مصرية رادعة فلن تؤتي المفاوضات حول توزيع حصص مياه النيل ثمارها .

قوات خاصة للتدخل العسكري

وذكرالسفير ابراهيم يسري أن الرئيس عبد الناصر والسادات انشأ كل منهما كتيبة عسكرية تم تدريبها خصيصا لضرب السدود التي تقام علي نهر النيل بدون موافقتنا والتي تستهدف الإضرار بنا وبحصتنا من المياه لافتا إلي أننا مع التفاوض والتعاون ولكن علينا أن تكون رسالتنا واضحة للجميع أن حصتنا في مياه النيل غير قابلة للتفاوض وإننا قادرون علي حماية حقوقنا بالقوة اذا لزم الأمر .

وأوضح أن إسرائيل ستعاني وفقا لدراسات اسرائيلية مؤكدة من شح المياه وإنها ستحاول اخذ المياه من مصر غصبا عنها لذا لابد من إعداد القوة اللازمة للتصدي لهذه الأطماع وإنشاء لجنة شعبية خاصة بالمياه لتوعية الجماهير بخطورة القضية وممارسة الضغوط علي صانعي القرار في مصر للوقوف موقفا صلبا تجاه المخاطر التي تهدد حصتنا من مياه النيل والدول التي تقف وراء ذلك .

ومن جانبه شدد الاستشاري الهندسي د.ممدوح حمزة علي خطورة السد الذي أقامته إثيوبيا علي النيل الأزرق الذي يلتقي مع النيل الأبيض عند ام درمان بالخرطوم  وتصل مياهه إلي مصر وهو سد “تيكيزي” الذي يبلغ ارتفاعه أكثر من ضعف ارتفاع السد العالي في أسوان وتكلف 350 مليون دولار وسيؤثر علي حصة مصر من المياه .

وطالب بأن نأخذ العظة مما حدث في كينيا حيث أدت السدود التي أقامتها إثيوبيا علي نهر”اومو” الذي يغذى كينيا بالمياه إلي أن القبائل الكينية التي تعيش على المياه القادمة إليها من هذا النهر الذي يتفرع من نهر النيل إلى بحيرة توركانا أصبحت تعانى الآن من المجاعة بعد أن هبط مستوى المياه في البحيرة إلى حوالي 10 أمتار فقط .

وأضاف حمزة أنه بالرغم من تأكيد الإثيوبيين لكينيا كما يقولون لمصر من باب التمويه على أن الهدف من السدود هو توليد الكهرباء فقط، إلا أن ما حدث بالنسبة للقبائل الكينية عكس ذلك تماما لافتا إلي أن القدرة الاستيعابية للسدود الأربعة على نهر أومو بلغت 73مليار متر مكعب  .

وكشف النقاب عن أن  إثيوبيا استطاعت أن تشيد خلال الـ 12 سنة الماضية حوالي 10 سدود، منها سد كارادوبى على نهر أومو الذي يبلغ ارتفاعه 252 مترا متسائلا :هل تستطيع إثيوبيا أن تبني وتشيد  وحدها هذه السدود وبتلك الضخامة  متهما إسرائيل وأمريكا والصين التي تتظاهر بصداقتها لنا بأنهم وراء بناء هذه السدود.

حصة اسرائيل من مياه النيل !!

واعتبر الدكتور ممدوح حمزة أن الخطر الأساس الذي يواجه مصر ليس تلك السدود فقط إنما هناك خطرا آخر هو توجه عدد من دول حوض النيل مثل اوغندا والسودان إلى عرض مساحات كبيرة  من أراضيها للإيجار أو البيع للشركات العالمية والدول الأجنبية والعربية، موضحا أن هذه الأراضي تروى بمياه النيل وهو ما يعتبر سرقة للمياه وتهريب لمياه النيل إلي خارج القارة وهو ماسيؤثر علي كمية المياه الواصلة إلي مصر .

وأشار إلي أن السودان وحده عرض حوالي 30 مليون فدان للإيجار أمام الشركات والدول العربية والأجنبية منها شركات سعودية وأمريكية وإماراتية وكورية وأردنية وان هذه المساحات الشاسعة سيروي نصفها بمياه الأمطار ولكن النصف الآخر سيروي من  مياه النيل وإذا علمنا أن حصة السودان لا تتعدى  الـ 19 مليار متر مكعب فمن المؤكد انه سيكون هناك تأثير علي حصة مصر من المياه .

وطالب الحكومة المصرية بأن تأخذ موقفا من هذه الدول التي تعرض أراضيها للإيجار وتعرف منهم من  أين ستروى هذه السماحات الشاسعة من الأراضي حتى لا يتم زراعتها من حصة مصر من المياه، ويصل الأمر في النهاية إلي حدوث مجاعة كبيرة بين المصريين كما حدث للقبائل الكينية .

وشدد حمزة على ضرورة توطيد مصر لعلاقتها بدول أفريقيا وبالتحديد دول حوض النيل، حتى تضطر جميع الدول الغربية المتقدمة اللجوء إلينا باعتبارنا البوابة لإفريقيا كما كنا في عهد عبد الناصر .

من جهته قال  الكاتب الصحفي عادل حمودة  أن رحلته التي تمت مؤخرا لإثيوبيا كشفت له حالة الفقر الشديد  التي يعانى منها الشعب الإثيوبي، وحقهم في حياة أفضل، مؤكدا علي أن إسرائيل تسيطر بالفعل علي مفاصل الاقتصاد الإثيوبي فهي تهيمن علي  أكبر شركات تسويق المنتجات في إثيوبيا وأكبر سوبر ماركت، بل وهناك علاقات استخباراتية وتدريب للكوادر العسكرية الإثيوبية.

وشدد علي أن إسرائيل تسعي إلى السيطرة على مياه النيل لافتا إلي أنه منذ 10 سنوات كان الصادق المهدى رئيس الوزراء السوداني فى القاهرة، وقال إن إسرائيل عرضت  شراء مياه النيل من بعض حكومات دول حوض النيل  مما يجعل مياه النيل تصبح سلعة كالبترول وان إسرائيل تريد  من وراء حصار مصر مائيا إلي الضغط عليها وعلي دول المنبع للحصول علي حصة من هذه المياه وأن  تصبح حصة ثابته باعتبارها دولة من دول نهر النيل !!!

وتوقع أن تحصل إسرائيل علي المياه من مصر لافتا إلي أن الترع التي تم شقها في سيناء لعمل مشروعات التنمية هناك لم تنجح ولم بتم الاستفادة منها في تعمير سيناء كما كان مخططا وقد يتم استخدامها لتوصيل المياه لإسرائيل في المستقبل مثلما يحدث مع الغاز المصري الذي تاخذه اسرائيل حاليا وفق اتفاقيات مدتها عشرين عاما قادمة .

وانتقد  ال طريقة التي تتعامل بها  الحكومة المصرية مع نظيرتها الإثيوبية ونظرتها الاستعلائية لها وهو ما يفقدنا القدرة علي القيام بدور في دول منابع النيل طالما إننا ننظر لتلك الدول بتكبر واستعلاء وهذا ما دفع  الصحافة الإثيوبية لشن حملة كراهية ضد مصر.

 
 
 
 
           
  الرئيسية | مشروع التغير | مراحل المواجهة | مشروعات تنموية | قالوا عن حمزة | صوت وصورة | المجلس الوطني المصري | المكتب الهندسي