وصف الأمين العام للمجلس الوطني في مصر، ممدوح حمزة، المجلس الاستشاري، بأنه «صوري»، وليس لديه أي صلاحيات، مشيراً إلى أن المجلس العسكري، يعاني «ارتباكاً وتخبطاً» في إدارة البلاد، وعادّاً ـ في حواره مع «البيان» ـ حكومة الجنزوري، فاقدة الشرعية .

وفي ما يلي تفاصيل الحوار بين «البيان» وممدوح حمزة :

ما تقييمك للأوضاع في مصر؟

ما تشهده مصر من أحداث أمر طبيعي يواكب أي ثورة، لكن هناك العديد من التحديات، وعلى رأسها محاولات النظام السابق العودة بأي شكل، إضافة إلى حالة التخبط والارتباك التي يعانيها المجلس العسكري في قراراته؛ كونه غير قادر على إدارة البلاد، فضلاً عن تدخل بعض الدول الخارجية ورغبتها في الشأن الداخلي، والصراعات الداخلية التي تدعمها جهات خارجية .

ما تقييمك لأحداث مجلس الوزراء وميدان التحرير؟

أرى أن استخدام العنف ضد المتظاهرين ليس حلاً؛ وإنما هؤلاء الشباب في حاجة إلى من يسمعهم ويتعرف إلى مطالبهم .

وسبق أن تحدثت إلى رئيس الحكومة كمال الجنزوري وأخبرته أن المعتصمين يريدون أن يروا حسن النية عبر ثلاثة أمور، إلغاء المحاكمات العسكرية، وحل مشكلة حقوق المصابين والشهداء، ووضع حد أقصى للأجور .

ما المشكلة التي تواجهها الثورة برأيك؟

القوى الثورية «فقيرة وضعيفة» من حيث الموارد المادية والسلطة، وهناك عدد من الصراعات الداخلية بين التيارات السياسية، بعضها يجد من يقف بجانبه من الخارج. وأشارت بعض التقارير إلى أن بعض القوى الإسلامية تتلقى تمويلاً من دول أخرى، فضلاً عن سعي الولايات المتحدة إلى لعب دور في انتخابات الرئاسة .

كيف ذلك؟

مهدت واشنطن لتحديد الرئيس المقبل من خلال دعمها الصريح لجماعة الإخوان المسلمين، والدليل زيارة كل من جون كيري والسفيرة الأميركية في القاهرة آن بترسون، مقر حزب الحرية والعدالة، ولكن الإرادة الثورية هي التي ستنتصر في النهاية .

ما تقييمك لأداء المجلس العسكري؟

المجلس العسكري «مرتبك»، وذلك لأنه لم يمارس سلطة إدارة البلاد، وخاصة في مرحلة «حرجة» مثل هذه المرحلة، بالإضافة إلى أن المجلس لديه كثير من المشكلات التي يواجهها بخلاف إدارة الدولة .

قلت إنك ترغب في بقاء المشير عامين. ما مدى صحة ذلك؟

لم يحدث ذلك، كل ما قلته هو: بدلاً من وجود 24 شخصًا في المجلس العسكري، نأتي بأكبر الأعضاء سنًا ويأخذ مهام رئيس الجمهورية في الفترة المتبقية للمجلس، بدلاً من وجود 24 رأياً يخالف بعضها بعضاً. لذا اقترحت أن يكون هناك واحد فقط يأخذ مهام رئيس الجمهورية وأن تنقل جميع السلطات التشريعية إلى رئيس الوزراء، وتقدمت بهذا الرأي في مطلب ضمن 31 آخرين إلى القوات المسلحة والاستخبارات. ولم ولن أعلن تأييدي بقاء المجلس العسكري .

ما رأيك حول المجلس الاستشاري؟

من حيث المبدأ، أنا من اقترح وجود مجلس استشاري مدني يشارك في الحكم واتخاذ القرار، وحضرت اللجنة التحضيرية وقرأت قرار التشكيل وفوجئت بأن قرار تشكيل المجلس ينص على أن المجلس «يصوت على الأشياء التي تعرض عليه»، ولكن كنت أريد أن يتدخل في كل شيء في البلاد. ورئيس الجلسة الفريق سامي عنان، طلب التصويت على اقتراحي ولكن لم أجد إلا صوتي، ولذلك عجبت من هذا المجلس الذي لا يريد أن تكون له سلطة ولا صلاحيات، ولذلك يعتبر هذا المجلس صوريًا وليس له أي دور، وهذا يدل على أن المجلس موجّه، ولذلك انسحبت منه، وأعتقد أن خروج عدد من الأعضاء وتقديم استقالاتهم يؤكد كلامي .

ألهذا السبب أعلن الإخوان انسحابهم منه؟

لا، الإخوان رفضوا لأسباب أخرى، فهم كانوا مشاركين إلى آخر لحظة ووافقوا على التشكيل وأنا انسحبت قبلهم، ولكن لم أعرف هل جاءت لهم تعليمات من المرشد بالانسحاب أم ماذا، أم أنهم لا يريدون أن يظهروا، أو انسحبوا عندما علموا أن المجلس سيصوت على المعايير اللازمة للجمعية التأسيسية! فهم يريدون أن يقيموا كل شيء بأنفسهم ولا يكون للشعب أي دور .

ماذا عن علاقة أميركا بالإخوان؟

أعتقد أن هناك اتفاقًا بين الولايات المتحدة والإخوان يشمل منصب رئيس الجمهورية ولكن لا أعرف موقف القوات المسلحة من هذا .

وما مصلحة الولايات المتحدة؟

السيطرة على مصر عبر القرارات كما كان الحال في النظام السابق، وأن تبقى الإدارة المصرية متوافقة مع رغبة نظيرتها الأميركية، لذا فإن واشنطن تركت البرلمان للإخوان وعينها على الرئيس المقبل .

لكن هذا يتناقض مع قلق إسرائيل من التيار الإسلامي .

الإعلام دائمًا موجّه، ولا يعلم حقيقة الاتفاقات التي تتم بين الحكومات وبعضها .

——————————-

المصدر :

القاهرة ـ دار الإعلام العربية

التاريخ: 21 ديسمبر 2011